إذا كانت يوماً السياسة ورجالاتها حكراً على فئات دون غيرها بحيث كان السلطان أو الملك أو الوالي أو أي من صور الزعامة هذه مخفية في القصور قصية عن أعين الرعية، فقد بدّلت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية الحداثية قوانين اللعبة إذ أصبحت صورة الشخصية السياسية ذات فاعلية كبيرة في تعزيز مكانة الساسة. عليه فقد بات الزي الرسمي مركّباً أساسياً في تكوين المركز الذي يتبوؤه رجل السياسة. انطلاقاً من فكرة جدلية السياسة والزي الرسمي حين تصير هذه واجهة للسياسي، عمل مصمم الأزياء الفلسطيني عمر يوسف بن دينا على إنتاج مجموعة من الأزياء تحت عنوان "الصورة الرسمية / زي التشريفات" والتي تتحدى شخصية الزعامة الفلسطينية الأوسلوية بجميع أشكالها الذكورية والبيروقراطية الانهزامية وإسقاطات كل ذلك على القضية الفلسطينية في ظل مشروع مهترئ لبناء "دولة" كيفما جاءت. عن هذا الفن المغيب نسبياً رغم حضوره اليومي بيننا وعن المعاني السياسية المحبوطة بأردانه، يحدثنا مصمم الأزياء عمر يوسف بن دينا.
["الصورة الرسمية: أبو زهير – زيّ التشريفات 2012" ©عمر يوسف بن دينا وطارق المقدم 2012]
حنين نعامنة: عمر يوسف ناصر- خوري أو باسمك الفني عمر يوسف بن دينا، هل لنا بنبذة تعريفية عنك وعن تجربتك في تصميم الأزياء؟
عمر يوسف: ولدت في مدينة القدس وترعرعت ما بين القدس وبيرزيت ورام الله حيث أكملت دراستي الثانوية هناك. حالياً أقيم وأعمل رحّالاً بين القدس ولندن وبيروت. تخرجت من كلية لندن للأزياء عام 2010 وأستعد للرجوع لمقاعد الدراسة في أيلول 2014 للعمل على رسالة ماجستير في العلوم الاجتماعية في كلية جولدسميث في لندن. عُرضت مجموعتي الأولى "شهداء خيط الحرير" للمرة الأولى في العام 2011 في صالات "الموزييك" التابعة لمؤسسة عبد المحسن القطان في لندن. وعلى إثر ذلك، اقتنى المتحف البريطاني The British Museum إحدى قطع المجموعة وهي من أولى قطع الأزياء التي يقتنيها المتحف. أعمل منذ 2011 ضمن برنامج "ما وراء الجماليات" الذي ساهمت بإنشائه في متحف جامعة بيرزيت، وأقوم باستمرار بنشر أعمالي واهتماماتي على مدونتي.
["جاكيت مطرز - شهداء خيط الحرير" في المتحف البريطاني ©عمر يوسف بن دينا 2011 (تصوير طارق المقدم)]
ح.ن: هل لك أن تحدثنا عن عملك "زي التشريفات" وتحديداً شقّه الأخير "الصورة الرسمية" الذي نعرض صوره هنا [صورة أبو زهير وأبو صالح]؟
ع.ي: يتمحور مشروع "زي التشريفات" الذي باشرت به عام 2012 حول صورة الرجل الفلسطيني المتجلي في هيئة الشهيد والأسير والفدائي والعامل والفلاح و"الإرهابي" والسياسي، مقابل صورة المرأة الفلسطينية التي تظهر دوماً في زيها التقليدي الريفي.
قمت في مجموعة "زي التشريفات" بتصميم زيّ رسمي يبدو بأنه ألبسة رجالية تقليدية، إلا أن كل قطعة تحمل دلالة مختلفة إذ تُنسب جميع قطع المجموعة بنيوياً أو معنوياً إلى الزي النسائي الفلسطيني. لكل قطعة قائمة بحد ذاتها دلائل ومفاهيم مستقاة من التاريخ أو "التراث" الفلسطيني مثل أكياس الخيش والصبغة ذات اللون النيلي والمخمل والحجب والطلاسم التي كانت تصنع وما زالت لتقي مرتديها من الشرور. عبر هذه الدلالات التي حملها الزيّ تشكلت مقولة هذا العمل الطامحة لتفكيك معاني الزيّ الرسمي للسياسيين في واقع الراهن الفلسطيني، وكل ما يعيد هؤلاء إنتاجه بمجرد ارتدائهم لزيهم الرسمي.
["الصورة الرسمية: أبو صالح – زيّ التشريفات 2012" ©عمر يوسف بن دينا وطارق المقدم 2012]
يأتي مشروع "الصورة الرسمية" مختتماً مشروع "زي التشريفات" من خلال إصدار صورتيّ أبو زهير وأبو صالح بالتعاون مع المصور اللبناني طارق المقدم. أبو زهير وأبو صالح هما عاملان سوريان يعملان ويعيشان في بيروت، وقد اخترتهما انطلاقاً من انعدام خبرتهما في التموضع للتصوير أو عرض الأزياء. إذ بدا عدم ارتياحهما جلياً أمام الكاميرا، وفي ذلك ما يتماشى مع رسالة المشروع التي تتمحور حول التناقض الكامن في المؤسسة السياسية الفلسطينية وعلى رأسها السلطة والأدوار التي يتقمصها هؤلاء. دائماَ ما يظهر الساسة الفلسطينيون عديمو الخبرة والكفاءة بمظهر متعثر وغير متماسك ولو أنهم يرتدون البدلات؛ مع تنويه مهم بأن "أبو صالح" و"أبو زهير" يعيان أنهما يؤديان دوراً فيما يحاول الساسة تقمص الدور لدرجة تصديقه. أما الإيحاءات المستعملة في اللوحة من البورتريه الأوروبي مثل الستائر والفاكهة فهو للإشارة إلى الهوس بالأنظمة الغربية وشكلياتها وحقيقة عدم ملاءمتها لواقعنا.
ح.ن: ما هي المقولة السياسية الكامنة في عملك، وكيف تلعب الثياب أو القماش تحديداً دوراً في نقل هذه المقولة؟
ع.ي: جاء هذا المشروع بمثابة رد فعل على حملة السلطة الوطنية الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة بما عُرف بـ"استحقاق أيلول" مرسّخاً أيديولوجية "حل الدولتين"، الأمر الذي أشاع الهوس بالدولة وفرض حالة وهمية لا أصدقها. فبت أتصور ما هو الزي الذي ممكن أن يرتديه هؤلاء في هذه الدولة التي من الواضح أنها مفتعلة وغير حرة، بل عبارة عن تراكم لرموز القضية الفلسطينية دون التفكير بمحتواها أو إعادة خلق خطاب تحرري جديد أو تقدمي. هكذا عكست مجموعة "زيّ التشريفات" كل الهوس بخلق الرموز وتقرير ما هو رمزي وما هو حقيقي أو غير حقيقي. إن هوس السياسية الفلسطينية برموز الدولة طغى على المطالب الحقيقية للشعب الفلسطيني، فبدل تحديد ما الذي يمثل الفلسطينيين علق هؤلاء بهاجس الحاجة لخلق رموز ومعايير أسوة بهاجس الحركة الصهيوينة في بناء قومية.
مقولة "زي التشريفات" تعارض هذا التوجه بناء على رؤيتي بأن الفلسطيني موجود وعلى حق سواء كان لديه زي أو دولة أو كرسي في الأمم المتحدة أم لم يكن، وأنه لا يجب أن تأتي هذه الرموز على حساب الفلسطيني. إن أي شيء يتعلق بالثياب يحمل ضمنياً مفاهيم تتعلق بالجندر والوظيفة والمكان، فبالزي يفقد الفرد فرديته ولا يعود يخضع للمساءلة أو للجدل، ويصبح مخولاً بالتعطيل وبالتجريد من القوة، وبذات الوقت بالإملاء والتدمير ضمن نظام الرؤساء والمرؤوسين غيرالقابل للجدل. عليه فإن ارتداء رجالات السلطة الفلسطينية البدلات والبزات العسكرية الممأسسة يبدو كشيء دخيل ومزيف وغير حقيقي يحاول فرض واقع غير موجود، ويعيد خلق نفس النُظُم التي يجدر تفكيكها في عملية التحرر، سواء كانت النظم الاستعمارية أو النظم الاجتماعية الأبوية وغيرها. من هنا فإن "زي التشريفات" هو ليس عملاً ساخراً بقدر كونه عملاً مزدريا لتراث الفشل الذي يمثله هؤلاء الساسة.
ح.ن: هل لك أن تشرح الرمزية الجندرية التي يحملها "زي التشريفات"؟
ع.ي: يتحدى "زي التشريفات" هوس الأبوية الفلسطينية بالمرأة والجسد وبمفهوم الأنثى ودورها في القضية الفلسطينية كمرأة، وكأم وأخت وزوجة الشهيد والأسير والسياسي الرجل، إذ توظف المرأة هنا كتركيبة ونوع اجتماعي وكرمز مقابل الرجل. ولا أعد مشروعي على أنه مشروع تحرير للمرأة من موقعي كرجل، وإنما أسلط تركيزي على الرجل وعلى انشغاله بجسده وعلى التفرقة بينه وبين المرأة كدور اجتماعي بنيوي مقابل كونه ذكراً وموقعه في هرمية وديناميكيات القوة.
قمت باستخدام عناصر من الزي التاريخي/التقليدي/الريفي تبعاً للرموز والمعاني التي توحي بها للتعبير عن ذلك. فقد انعكست هذه الأدوار في الخطاب السياسي في طريقة ونوع ملبس المرأة الفلسطينية؛ مثلا في ألوان وأشكال القطع التي ارتدتها، حيث كان جزء منها مخصصاً للمتزوجات دون غير المتزوجات، بينما اعتمدت أخرى على وظيفة الثوب كمرجع اجتماعي طبقي سواء كان يرتدى للعمل في الحقل أو في البيت أو للدلالة على ثروة العائلة. إذن ما فعلته في "زي التشريفات" هو توظيف قطع ثياب مختلفة تبدو ظاهرياً أنها مفهومة ضمناً، ولكنها فعلياً تحمل رمزيات مختلفة كتقنيات من أجل ابراز معانيها بشكل نقدي.
بتفصيل أكثر، جاكيت أو " تقصيرة" (الاسم الفلاحي للجاكيت القصير في مناطق بيت لحم والخليل) أبو زهير مبطن بقماش "زنار طرابلسي" مستورد من سوريا خصيصاً للاستعمال الفلسطيني. يقتصر ارتداء الزنار الطرابلسي إجمالاً وفق الأبحاث الاجتماعية على النسوة المتزوجات القادرات على انجاب الأطفال في مناطق الشمال بحيث يربط بعقدة بارزة في وسط الخصر. استخدام هذه القماشة ذات الدلالة الحميمية العالية كبطانة تكون ملامسة للجسد دون أن تظهر، هو بمثابة تعليق مجازي على مدى الاهتمام للتقرب من الجسد والاستحواذ عليه.
أما الحذاء ذو الكعب العالي وهو ذو مدلول أنثوي بامتياز، فقد استعملته للسهولة العملية والتقنية في إظهار هذا المجاز من جهة، ومن جهة أخرى بشكل استفزازي وصارخ لكونه يحمل المقولة حرفياً خلافاً لباقي قطع الثوب. ويجدر التنويه أنني لا أٌقوم بذلك من باب أننا نُلبس ملابس أو قطع نسائية للرجل للتنقيص من ذكورته، بل يأتي هذا في محاولة لإظهار ما تخفيه هذه القطع المبتكرة وهو هوس الذكورة بالجسد والسيطرة عليه، وكذلك جميع الممارسات والعقائد سواء الاجتماعية أو السياسية الممأسسة على البنية الذكورية الأبوية. كما أن الحذاء مصنوع من قماش مستورد ما تزال المرأة الفلاحة والبدوية تلبسه تحت طرحة الرأس، وبذلك قمت بقلب الموازين للتشكيك بالأشياء التي نقوم وفقها بالحكم على الشخص ومكانته الاجتماعية. تغطية تاج الرأس وضبط وتسريح الشعر لدى الجنسين وبالأخص للمرأة كانت -ولا تزال- ذات أهمية بالغة في المجتمع الفلسطيني وعالمياً، إذ أن ذلك يدلّ اجتماعياً وتاريخياً على أخلاقيات الفرد وغالباً ما يكون ذا صلة توحي بالضبط الرغبات الجنسية للشخص.
ح.ن: وماذا عن الرموز المستقاة من الخطاب السياسي والتراث الفلسطيني، كيف استعملتها وما هي معانيها؟
ع.ي: تحضر الكثير من مواد التراث الفلسطيني في التاريخ الاجتماعي وعليه فهي تمثل مفاهيم سياسية جمعية، مثل مادة الخيش التي استعملتها داخل بطانة الجاكيت، بشكل لا يُرى وإن كانت موجودة. هناك أيضاً الحجب والطلاسم وما يعنيه الإيمان بهذه الوسائل للحماية الروحانية والجسدية؛ فمن خلال بحثي وعملي على "مجموعة توفيق كنعان للحجب الفلسطينية" في متحف جامعة بيرزيت وجدت أن ارتداء "قميص الطلاسم" تحت لباس وعتاد القتال كان من إحدى تقاليد الفرسان العرب قديماً. قميص الطلاسم مكون من القماش المطلي عادةً بأسلوب زخرفي بالحجب والطلاسم المكتوبة والأختام السحرية والآيات والشعوذة والعبارات المقدسة لحماية المقاتل خلال المعركة. تبعاً لذلك أعددت قميصاً مرادفاً مستخدماً نصوص خطابات الرئاسة مثل خطاب ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974، وخطاب إعلان الدولة في الجزائر عام 1988، وخطابات "عضوية الأمم المتحدة" لمحمود عباس في العام 2011 عوضاً عن الآيات والعبارات المقدسة!
أما بالنسبة للأختام والطلاسم فقد قمت بتفكيك واستعمال التواريخ المفصلية في السيرة الفلسطينية مثل 1948 و1967 وأيلول الأسود عام 1970 وأوسلو عام 1993، مضيفاً إلى كل هذا كلمات مثل "حق العودة" و"استقلال" و"حرية"، ورموزاً مثل صورة النسر الموجودة على شعار السلطة الوطنية الفلسطينية وغصن الزيتون من شعار الأمم المتحدة. أما استعمالي لصور الأسلحة الإسرائيلية مثل "الأوزي" و"الماركفا" وقنبلة الغاز المسيل للدموع، فينبع من تقليد تصوير الشرور والمخاطر في الحجب الورقية كحجاب "السبع عهود السليمانية"، لتبين بشكل أوضح مفعوله وكأن هذا القميص يصور تلك الأسلحة لضمان حماية مرتديه من شرورها. استعملت كافة هذه الرموز والشعارات والخطابات لأبين كيف فرغت من المعنى ولأبيّن سخافة الإيمان بهذه الخطابات أو بمفهوم الدولة أو بعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة كضمان للحرية أو للحماية من شر الاحتلال.
["قميص الـطلاسم: تفاصيل من ردان الكم - زيّ التشريفات 2012" ©عمر يوسف بن دينا 2012]
ح.ن: على الرغم من حضور التطريز والزي الشعبي في التاريخ الاجتماعي الفلسطيني، إلا أن هناك تغييب لتاريخ هذه المهنة وحصرها في سياق غالباً ما يكون رمزيا؛ هل لك أن تحدثنا عن هذا التاريخ وكيفية تم تهميشه؟
ع.ي: إن الأزياء عامة هي منظومة لباس تعتمد طرق إنتاج معينة، عليه فعادة ما تكون تحاكي الواقع الذي تنمو وتتطور فيه من حيث المواد الخام والطبيعة الموجودة في فلسطين والبلاد المجاورة، كما إنها كانت مستمدة من نمط حياة ومعيشة الفلاح أو المديني أو البدوي. فمثلاً نما الثوب الفلسطيني وتطور تبعاً لطرق وتقنيات إنتاج العناصر الأساسية كالأقمشة والخيوط، ومن هناك دأب الفلسطينيون على صناعة ملابسهم مثل الشروال والقمباز إلخ. لقد كان الحس والواقع الاجتماعي هو الذي يحدد الملبس الذي لم يحمل طابعاً وطنياً بحد ذاته، إلا أن الواقع الفلسطيني غداة النكبة وتحديداً قضية بناء "شعب" واحد ذي رمزية موحدة وطابع قومي، كرد فعل للتشرد واللجوء والمعاناة والاحتلال جعلت من الزي شعاراً نظراً للحاجة في خلق زي شعبي وطني يميز الفلسطينيين كـ"شعب" ذي تاريخ مرئي والذي غالباً ما يتجلى في زي وكينونة المرأة الريفية. وقد تم إنتاجه كرمز دون أن يكون هناك أي نوع من المساءلة للطريقة التي تحكّم فيها المجتمع بالجسد من خلال هذا الزي. فالأزياء هي طريقة سيطرة على الفرد وهي علامات تحكم وقوى اجتماعية، والتطريز الفلسطيني مفعم بالرومانسية والجماليات ولكنه في النهاية ليس متحرراً أو تقدمياً.
["قبقاب المنظمة – زيّ التشريفات 2012"، معرض اليايا 2013 في صالات الموزايك في لندن (تصوير صالات الموزايك)]
من هنا بدأت منظمة التحرير الفلسطينية وعدد كبير من الفنانين والأدباء الفلسطينيين وخاصة الرجال منهم بتعليق الزي كرمز فلسطيني. نشأت إلى جانب ذلك مجموعات وجمعيات نسوية وخيرية هدفت لإعالة وزيادة دخل النساء من خلال تعلم التطريز، ما أضاف بدوره إلى تقديس وتكريس مهنة التطريز كرمز لمقاومة وصمود المرأة الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، لعبت العديد من تلك المؤسسات -و لا تزال- دوراً فعالاً في ترسيخ خطاب "الأصالة" المحافظ المنادي بـ"إعادة إحياء الثوب والتطريز الفلسطيني" على أسس مغلوطة وسطحية غالباً ما تتبع صور نمطية لا تكترث بحيثيات أو تفاصيل هذا التاريخ. وبهذا تم تجريد الزي من حياته اليومية ومن تاريخه الاجتماعي، إذ أصبح رمزاً كغيره من الشعارات السياسية لا يمتّ للواقع بصلة. فمثلاً تشير بعض الأبحاث الاجتماعية أن الملابس المطرزة والزي التقليدي تراجع استعمالها في شمال فلسطين مثل الجليل وفي المدن عامةً منذ أوائل القرن العشرين، إذ كان الناس قد بدأوا يرتدون الملبس التركي والغربي/المدني، عليه فلم يمارس هؤلاء التطريز قبل النكبة واضطروا لتعلمه بعد تشردهم في مؤسسات الإغاثة في المخيمات. أما اليوم فلم يعد الثوب المطرز الفلسطيني يُرتدى سوى في المناسبات إذ أنه ليس ثوبا معتمدا يومياً، والنساء اللاتي يرتدينه نادراً ما يطرزنه بأنفسهن.